اليوم الرابع من أغسطس ، يوم استثنائي بامتياز ، لأنه ميلاد الثورة الفلسطينية المعاصرة بكل فخر واعتزاز ، وميلاد الجبل الذي لم تهزه العواصف ولا الرياح ، ولم تؤثر على همة شموخه الطبيعية والاستراتيجية ، رغم كافة عواصف المواسم السياسية الفلسطينية والإقليمية والعالمية ، التي حاولت الوقوف بوجه الجبل الصامد ، والمحاولات الفاشلة مرارا وتكرارا من أجل التطويع والتركيع ، ليدور في فلك تضاريس السياسة التي تفرض على الجيل الأشم عنوة أن يكون جبلا عاديا لا استثنائيا يمتطي صهوته من هب ودب من أقزام الساسة وأشباه الرجال ، ولكن هيهات هيهات لأن الجبل هو الزعيم الخالد ياسر عرفات.
في ذكرى ميلاد الجبل الصامد يشرق النهار بخيوط شمس الحلم والأمل على كافة ربوع الوطن ، لتعلن الشمس الوطنية أن للحلم بقية وللأمل قضية على طريق تحرير الأرض والإنسان المستمدة من همة وروح الخالد ياسر عرفات عنوان الماضي والحاضر والمستقبل للقضية ، ورمز الهوية النضالية ، والثابت على الثوابت وصاحب العلم والكوفية.
في ذكرى ميلادك أيها الجبل الشامخ الأشم، الذي لم تهزه لا العواصف ولا الرياح ، لأنك أنت وانت صاحب الرسالة الفلسطينية التي بها مضيت ، ولشعبك من بعدك بها أوصيت ،ولهم جميعا لخصت بيت القصيد الوطني بشطره المكتمل واستشهدت رافعا شارة النصر هاتفا تقول : شهيدا شهيدا شهيدا...
في ذكرى ميلاد الجبل الذي لم تهزه الرياح لن نقحم المقال بالتفاصيل الفلسطينية ، لأن الجميع يعلمها ويدركها من جهة ، وخشية من إفساد الاحتفال بميلاد الخالد ياسر عرفات من جهة أخرى ، لأنه اليوم هو النهار الأجمل للوطن والقضية ، الذي يطل علينا مشرقا بشمس الحرية على كافة ربوع الوطن ، رغم سيل النكبات وتوالي الأزمات وأهوال المحن.
الشهيد الخالد ياسر عرفات في ذكري ميلادك انت الجبل الفلسطيني ، ويا جبل ما يهزك ريح ، ولروحك الطاهرة وردة وسلام.